ظهر بأعباء الغرام قد انحنى

ظهرٌ بأَعباءِ الغَرامِ قد انْحَنى

ومُهَيْجَةٌ ذابتْ لأَهلِ المُنْحَنى

ووَلوهُ لُبٍّ لا يُبارِحُ ذِكْرَهُمْ

أَبداً وقد أخَذَ التَّلهُّفَ دَيْدَنا

يا عُرْبَ وادي المُنْحَنى بحَياتِكُمْ

حُنُّوا عليَّ فقدْ تَناهَبَني الضَّنى

أنتُمْ كما أنتُمْ وإنِّي في الهَوَى

لَهَفاً فَنيتُ بكُمْ وقُمْتُ بلا أَنا

جذَبَتْ شُؤُني من فُنونِ جَمالِكُمْ

آياتُ أَحكامِ البَقاءِ من الفَنَا

وتحكَّمَ الوَجْدُ المَلِحُّ بجُمْلَتي

ورأَى فُؤاداً خَالِياً فتمَكَّنا

وغَدَوْتُ مَعْروفاً به ومُنَكَّراً

هل شِمْتَ قطُّ مُعَرَّفاً ومُنَوَّنَا

قَسَماً بزَمْجَرَةِ الغَرامِ وسِرِّ ما

قاساهُ أَربابُ الغَرامِ من العَنَا

إنِّي على العَهْدِ القَديمِ ولو عَلَتْ

نارُ المَنِيَّةِ تحتَ أَذْيالِ المُنى

يا أيُّها الحِبُّ الَّذي رُوحي لهُ

عَرَجَتْ وأَرْغَمَتِ الزَّمانَ وما جَنَى

بلَطيفِ شخصٍ من جَمالِكَ قامَ من

بُحْبوحَةِ النُّورِ الصَّميمِ مُكَوَّنَا

برَقيقِ رمزٍ للقُلوبِ نَسَجْتَهُ

فطَوى بها سِرَّ الغُيوبِ مُهَيْمِنَا

وبِطولِ عزْمِكَ مذْ تدلَّى صاعِداً

بمَعارِجِ الإِقْبالِ حتَّى أَنْ دَنَا

بلَطائِفِ المعْنى الَّذي أَودَعْتَهُ

ضمنَ الوُجودِ فصارَ مَعْمورَ البِنا

ببَوارِقِ العِزِّ الَّذي هو كِسْوَةٌ

لكَ نِيطَ في مَجلى حَواشيها السَّنَا

وبِباهِرِ الحُسْنِ الَّذي منكَ انْجَلى

جَهْراً فكانَ من الكَواكِبِ أَحْسَنَا

وبكُلِّ روحٍ في غَرامِكَ هُيِّمَتْ

وبكُلِّ قلبٍ في هَواكَ تَفَنَّنا

وبكُلِّ عينٍ من هُيامِكَ لم تَذُقْ

وَسَناً وأَجرَتْ من صُدودِكَ أَعْيُنا

بالذَّاهِلينَ الخاشِعينَ تَلَهُّفاً

بالحائِرينَ الذَّائِبينَ تَمَكُّنا

بسَحابِ دمعٍ في الظَّلامِ صَبَبْتُهُ

فوقَ الخُدودِ من الدِّماءِ مُلَوَّنَا

داوِ العَليلَ تَفَضُّلاً وتَكَرُّماً

واشْفِ الغَليلَ تَرَحُّماً وتَحَنُّنا