عليك سلام الله أفرطت يا مي

عَلَيكِ سَلامُ الله أفْرَطْتِ يا مَيُّ

فقَدْ طَعَنَ العُشَّاقَ منكِ الرُّدَيْنِيُّ

تَمايَلَ منهمْ واجِفاً كُلُّ فارسٍ

ولَذَّ لهمْ في حُبِّكَ النَّشْرُ والطَّيُّ

بِحَقِّ الهَوى عَطفاً عَليهِمْ فَكُلُّهُمْ

لأجلكِ من حُكْمِ النَّوى مَيِّتٌ حَيُّ

لهُمْ كُلُّ قلبٍ قد تَقَلَّب َبالغَضا

فَها هو بالجَمرِ المُؤَجَّجِ مَشْوِيُّ

يَرومُ وِصالاً منكِ يا ريمَةَ اللِّوى

فَيَغْدو ومنهُ اللُّبُّ بالنَّبْلِ مَرْمِيُّ

لقد ذابَ فيكِ العاشِقونَ تَوَلُّهاً

فما لهُمُ يا مَيُّ إن وَقَفوا فَيُّ

تَحَجَّبْتِ عنهمْ بالذَّوائِبِ فانْبَروا

وقد عَمَّهُمْ من لَيلِ سابِحِها غَيُّ

لِوَجدِكِ جِزءٌ في زَوايا قُلوبِهِمْ

لهُ مَوْكبٌ من عَسكَرِ العِشْقِ كُلِّيُّ

قدِ اجْتَمَعَ الضِدَّانِ منكِ بِسِرِّهمْ

فَذا الوقْتُ مَرْئِيٌّ وذا القَصْدُ مَخْفِيُّ

ومن عَجَبٍ والعِشْقُ فيهِ عَجائِبٌ

غَرامُكَ شَرْقِيُّ الوُلوعِ وغَرْبِيُّ

هو الحُبُّ مَوتٌ ظاهرٌ فيه باطنٌ

من الشَّوقِ حَتْمٌ في التَّوَلُّهِ مَقْضِيُّ

تَظاهَرَ فَرْعِيًّا بِحامِلِ نارهِ

ولَكنَّهُ في طينَةِ القَلبِ أصْلِيُّ

ألا فارْحَمي العُشَّاقَ ذابوا وأُحْرِقوا

عَليكِ سَلامُ اللهِ أفْرَطْتِ يا مَيُّ