قلوب الأولياء لها سيوف

قُلوبُ الأولياءِ لها سُيوفٌ

وتَفْعَلُ فوقَ أفْعالِ السُّيوفِ

تُصَيِّرُ مأمَنَ الأعداءِ خَوْفاً

وتُجري الأمنَ في اليومِ المَخوفِ

وتَخْتَرِقُ الصُّفوفَ بغيرِ خَيلٍ

وتَجْمَعُ في الوَغى شَعَثَ الصُّفوفِ

يَمُرُّ الواحِدُ الطَّيَّارُ منها

فَيَفْتُكُ حينَ يَهْجِمُ بالأُلوفِ

عَصائِبُنا بِهمْ أهلُ المَعالي

جَحاجِحَةُ الحِمى سودُ الشُّفوفِ

شُموسٌ بالمَعارِفِ زاهِراتٌ

حُفِظْنَ مَدى الزَّمانِ منَ الكُسوُفِ

عِصابةُ حَضرةِ الغَوْثِ الرِّفاعي

أبي العبَّاسِ ذي القلبِ الرَّؤوفِ

مَتينِ الجأشِ قافِ ذوي التَّجَلِّي

كَريمِ الخُلْقِ ذي الطَّبْعِ الألوفِ

رَصينٌ ذو مُحاضَرَةٍ مَكينٌ

وسَمْكُ الدَّهْرِ يُمطِرُ بالحُتوفِ

سَخِيٌّ هاشميُّ الطَّوْرِ ماجَتْ

على ساحاتِهِ سُحْبُ الضُّيوفِ

يَقومُ على المَحَجَّةِ أحْمَدِيًّا

إذا عَجِزَ الرِّجالُ عن الوُقوفِ

ويَقْطَعُ حَبلَ جاحِدِهِ بِسِرٍّ

إلهِيٍّ كما بالعَهْدِ يوفي

نَسَجْتُ لهُ من المَنْظومِ ثوباً

نَظَمْتُ بِسِلْكهِ دُرَرَ الحُروفِ

وجِئْتُ بِلَهْفَتي وعَناءِ قلبي

حِمى الفَحْلِ الحُسَيْنِيِّ العَطوفِ

وقُلْتٌ لِهِمَّتي البُشْرى أنيخي

ببابِ أبي العَواجِزِ ثمَّ طوفي

وقومي واقْعُدي طَرَباً وأمْناً

وإيَّاكِ العُكوفَ عن العُكوفِ

ألا فاسْتَحْقِري الأخْطارَ إنَّا

لِجَلْجَلَةِ الفُتوحِ على شُروفِ

فَذا غَوثٌ بِهِمَّتِهِ جِهاراً

مَشَيْنا فوقَ بارِقَةِ السُّيوفِ