ما رفرف السعد إلا في محاضرنا

ما رفْرَفَ السَّعدُ إِلاَّ في مَحاضِرِنا

ولا انْجَلى العِزُّ إِلاَّ في مَظاهِرِنا

كلُّ المَفاخِرِ إن حقَّقْتَ زُبْدَتَها

مطوِيَّةٌ حينَ تَبدو في مَفاخِرِنَا

رَقائِقُ الغيبِ تُمْليها سَرائِرُنا

ونَقْشُها مُستفاضٌ من سَرائِرِنَا

والأَولِياءُ وإنْ جلَّتْ مَراتِبُهُمْ

لاذَ الأَكابِرُ منهُمْ في أَصاغِرِنَا

وكم بَصائِرُ قومٍ في الهَوى انْطَمَسَتْ

نالَتْ شُروقَ فُتوحٍ من بَصائِرِنَا

وفي بَوادي التَّجلِّي عن حقائِقِنا

دقائقٌ هي تُمْلى من حواضِرِنَا

عَبيرُ مسكِ التَّدلِّي كلَّما عَبَقَتْ

أَسرارُهُ راحَ يروي عن عَبائِرِنَا

وكلُّ أَعلامِ أهلِ اللهِ إنْ نُشِرَتْ

تُطوى مع البَسطِ في مَجلى أَشائِرِنَا

وأَنعُمُ المَدَدِ القُدْسِيِّ ما برِحَتْ

تنهَلُّ وَبْلاً خِضَمًّا من بَشائِرِنَا

كُبَّارُ أهلِ الوَحا من كلِّ طائفَةٍ

ما بينَ أَعتابِنا أو في دَوائِرِنَا

نِيابَةُ المُصْطَفى في نشرِ حكمَتِهِ

قامتْ بغائِبِنا قِدْماً وحاضِرِنَا

ونُورُهُ لم يزَلْ يُجْلى بباطِنِنا

وعِزُّهُ ظاهِرٌ فينا بظاهِرِنَا

لنا فُحولُ غُيوبٍ ظاهِراً خَطَبَتْ

على منصَّةِ دِينٍ من منابِرِنَا

من كلِّ جامِعِ طَوْرٍ في جوامِعِنا

وكلِّ حاضِرِ قلبٍ في حَضائِرِنَا

تُلوَى بُروقُ المَعالي في مشاهِدِنا

وذي شُروقُ المَعاني في مقابِرِنَا

وكلُّ ناثِرِ دُرٍّ دونَ ناثِرِنا

وكلُّ شاعِرِ ذَوْقٍ دونَ شاعِرِنَا

خذْ عن صِغارِ حِمانا كلَّ مكرُمَةٍ

وافْتَقْ رُتوقَ التَّدلِّي عن أَكابِرِنَا

قلْ للمُكابِرِ طَيْشاً مِتَّ في سَقَمٍ

عارَضْتَ عن حَسَدٍ سُلطانَ ناصِرِنَا

إذا عَبَثْتَ على جهلٍ بعاجِزِنا

فقد بُليتَ ولم تشعُرْ بقادِرِنَا