مطلسم القوم لا تهمل مكانته

مُطَلسَمُ القومِ لا تُهمِلْ مَكانَتَهُ

فرُبَّ كنزٍ كَثيرِ الدُّرِّ مخْتومُ

كم ساكِتٍ من عِبادِ اللهِ مهجَتُهُ

حَرَّاءَ والقلبُ بالأَشواقِ مَهْمومُ

يريدُ ينطِقُ لم تحسُنْ عِبارَتُهُ

لكنْ بأَحوالِهِ المقْصودُ منْظومُ

ما كلُّ ربُّ سُكوتٍ فيه معرفَةٌ

أو كلُّ صاحِبِ نُطْقٍ فيه تَرْنيمُ

مواهِبٌ نُقِشتْ في الغيبِ مظهَرُها

لدى أَساطينِ علمِ الحالِ مَعْلومُ

مُطَمْطَمُ الحالِ لا يخفَى بصاحِبِهِ

كأنَّما وجهُهُ للنَّاسِ تَعْليمُ

إذا رأى العارِفَ المُشتاقَ ميَّزَهُ

عن غيرِهِ وأَخو الأَشْواقِ مَوْسومُ

كأنَّما شوقُهُ في طيِّ مهجَتِهِ

سطرٌ على وجهِهِ يا صاحِ مَرْقومُ

من صادَفَ الشَّيخَ ربَّ الحالِ وهو على

بعدٍ فذاكَ بعلمِ الغيبِ مُحْرومُ

الحالُ يعبُقُ مِسكاً ضمنَ حامِلِهِ

وكيف ينشَقُ ريحَ المِسكِ مَزْكومُ

الحمد للهِ ذَيْلي بالغَرامِ طَمَى

شُمُّوهُ فهو لأهلِ الحالِ مَشْمومُ

تِرياقُ سمِّ الأَماني شَمُّ نفحَتِهِ

كم منه نالَ الشِّفاءَ المَحْضَ مَسْمومُ

إذا ذُكِرْتُ اطْرَبوا إِنِّي لأَعرَفُكُمْ

باللهِ قلباً وإن شارَفْتُكُمْ قوموا

الشَّوقُ للهِ فَني من مُطارَحَتي

به القُلُوبُ لها في السَّيرِ تَقْويمُ

خُذوا نِظامي مِعراجاً لهِمَّتِكُم

إِنْ راحَ يُتلى وفي مضمونِهِ هِيموا

قوموا أُصيْحابَ حالي واتْبعوا أثري

فإنَّما صاحِبُ المَرْحومِ مَرْحومُ

واسْتكْتِموا سِرَّكم أَلبابَكُمْ أَدَباً

فسِرُّ أهلِ الغرامِ الحَقِّ مَكْتومُ

وللقديمِ فَطيروا بالتُّقى أبَداً

غيرُ القَديمِ ألا يا قومُ مَعْدومُ

حقٌّ يُقابِلُهُ زورٌ وعينُ هُدًى

تجاهَها خَبَرٌ بالرَّأْيِ مَهْمومُ

فاطْووا الحَوادِثَ طَيًّا عن مناهِجِكَمْ

وسَلِّموا فنَجاحُ العبدِ تَسْليمُ

تلكَ المَراتِبُ للأَحبابِ قد ذُكِرَتْ

وسيرَةُ الأَمرِ منْطوقٌ ومَفْهومُ

خُذوا المَعاني وسِيروا في حَقائقِنا

واسْتكشِفوا سِرَّ ما تَطوي الحَواميمُ