ولما أتينا أرض حيش وعندنا

ولمَّا أَتيْنا أرضَ حِيشٍ وعندَنا

غَرامٌ لعَمٍّ عمَّ فينا نوَالُهُ

رأَيْنا له قبراً به البَرقُ قد ثَوى

فلاحَ لنا من كامِنِ البرقِ حَالُهُ

ضَريحٌ هو الغِمْدُ الكَريمُ حَقيقَةً

وصاحِبُهُ العَصْبُ الصَّقيلُ نِصَالُهُ

فأَينَ العُيونُ المُبْصِراتُ لشأنهِ

وقد لاحَ في تلكَ الرَّوابي جَمالُهُ

يَفيضُ النَّدى سَحًّا للاثِمِ بابِهِ

ويبرُزُ طُوْراً للقُفولِ خَيَالُهُ

وما قبرُهُ إِلاَّ كبُرجٍ مؤَنَّقٍ

تلأْلأَ منه للعُيونِ هِلالُهُ

قصدْنا رِفاعِيَّ الرِّجالِ بمشْرِقٍ

وقامَ لنا في حِيشَ عنهُ مِثَالُهُ

فلا بأْسَ إنْ رُدَّتْ قُفولُ عِبادَةٍ

وشُدَّ لحِيشٍ من فَتاها رِحَالُهُ

لئنْ غابَ تلكَ العينُ ذا أَثرٌ لها

وإنْ شطَّ ذاكَ الحيُّ هذا ظِلالُهُ

فقلْ لصُنوفِ العاجِزينَ عن السُّرى

لشيخِ البُطَيْحا لا عَداكُمْ وِصَالُهُ

عليٌّ خُزامِيُّ الشَذا نورُ عينِهِ

حِبالُ مَعانيهِ الطِّوالُ حِبَالُهُ

ففي رُحْبِ حيشٍ نسجُ معنى جَمالِهِ

وفي رُحْبِ مِتْكينَ المَعَلَّى جَلالُهُ

إليكَ أيا عمَّاهُ منِّي هدِيَّةً

مَقالَ مُحِبٍّ لا يُضاعُ مَقَالُهُ

ألا يا ابنَ بُرْهانَ الصُّدورِ وشيخِهِمْ

ويا قُطْبَ حالِ لا تسامى فِعَالُهُ

أَبوكُمْ أَبو العَبَّاسِ والطَّوْرُ واحِدٌ

فأنتم مَعانيهِ وأَنتم رِجَالُهُ

تسَلْسَلَ فيكُمْ إرْثُ بيتِ طَريقِهِ

وأُسْبِغَ فيكُمْ نسجَ طينٍ كَمَالُهُ

كأنِّي أَرى هذا الضَّريحَ وحولَهُ

جِبالٌ أَجلْ أَهلُ القُلُوبِ جِبَالُهُ

نُزاحِمُ فيه الرَّاجِعينَ قَوافِلٌ

تجيءُ ويَروي الكُلَّ فضلاً زُلالُهُ

وتُضربُ أَكْبادُ النِّياقِ لبابِهِ

وتُجهدُ في المَسرى إليه جِمَالُهُ

وما ردَّ يوماً صِفْرَ كفِّ نَزيلِهِ

ولا صارَ مبْتوتَ المُرادِ مآلُهُ

وأنتَ حَبيبُ المُصْطَفى وابنُ بنتِهِ

فما خابَ من تُشكى لعَلْياكَ حَالُهُ

تجَلْجَلْتَ في طيَّ الوَلايَةِ سيِّداً

أُفيضَ عَلَيْهِ من علِيٍّ دَلالُهُ

كأنَّكَ زينُ العابِدينَ بطَوْرِهِ

ولا بِدْعَ أنتم آلَ أحمدَ آلُهُ

فقدْ وُشِّحتْ فيكُمْ قَديماً خِصَالُهُ

وقدْ رُصِّعَتْ بالطَّورِ منكُمْ خِلالُهُ

يُعاتِبُني مَن أَمَّ حِيشاً لعَمِّنا

إذا ضاعَ ما بينَ الرِّجالِ عِقَالُهُ

فأكرِمْ به عمًّا أَبو المجدِ عمُّهُ

ومن آلِ سيفِ اللهِ خالِدَ خَالُهُ

هِزَبْرٌ طَويلُ الباعِ قطبٌ مؤيَّدٌ

قدِ اخْتارَهُ الرَّحمنُ جلَّ جَلالُهُ