ونغمة من أيمن الحي أتت

ونَغْمَةٍ من أيمنِ الحَيِّ أتَتْ

حَكَتْ لنا كيفَ يَذوبُ العاشقُ

وفَجْرِهِمْ إذْ طَلَعَتْ طَلْعَتُهُ

وأنَّهُ والله فجرٌ صادقُ

وسابقٍ من دَمْعَتي ولاحِقٍ

يا نِعْمَ ذاكَ سابقٌ ولاحقُ

وطارقٍ من لَوعَةِ الوَجْدِ أتى

وقد يَريعُ العاشقينَ الطَّارقُ

وبارقٍ لألأَ من سَمائِهِمْ

فَفَجَّ في الأكوانِ ذاكَ البارِقُ

وشارِقٍ طَلَّ على سَريرَتي

أعْشَقُهُ ما ذَرَّ منِّي شارقُ

إنِّي على عَهدي وَثيقُ هِمَّةٍ

أجلْ ومثلي في الرِجالِ الواثِقُ

يا سائقَ الأَظْعانِ خذْ مُهْيَجَتي

وحُطَّها ببابِهِمْ يا سائِقُ

صاعَ العَزيزِ سَرَقْتهُ عُصبَةٌ

وها أَنا يُقالُ فيَّ السَّارِقُ

بقيَّةً للقلب في رِحالهِمْ

أودَعَها وجدٌ ودمعٌ طالِقُ

لو كنتُ فيهِمْ نَطَقَ الصَّاعُ لهُمْ

فبُهِتوا إذِ الجَمادُ ناطِقُ

زَمْزَمَ روحي مذ حَدا الحادي بهِمْ

فالحَدْوُ حلوٌ والغَرامُ شائِقُ

قد أَنكَرَ الخلِيُّ فيهِمْ لوعَتي

يعرِفُها ربُّ الغَرامِ الذائِقُ

والهْفَتاهُ قد أعاقَني النَّوى

ورُبَّ يومٍ تَكْثُرُ العَوائِقُ

أُعاتِبُ الحَظَّ عليهِمْ والهوَى

يعرِفُ حَرَّ نارِهِ المُفارِقُ

إن أَنكَرَ المَخلوقُ فيهِمْ لوعَتي

يشهَدُ لي بالصِّدقِ فيها الخالِقُ

مهما البقاءُ طالَ بعدهُ الفَنا

ورُبَّ يومٍ تظهَرُ الحَقائِقُ

يا ساكِنينَ مهجَتي وحقِّكُمْ

ولليَمينِ في الهَوَى خَوارِقُ

إنِّي على دينِ هَواكُمْ ثابِتٌ

شِبْتُ ووجدي في الهَوَى مُراهِقُ

قد أسكَرَ المَزْكومَ شمُّ مِسْكِكُمْ

بالغَربِ وهو في العِراقِ عابِقُ

يا من إليكُمْ طمَحَتْ أَنْظارُنا

قد عرَّفَتْنا بكُمُ الخَلائِقُ

تَدارَكوا رُكْبانَنا فقد وَهَتْ

أَعْصابُها ومَلَّ فيها السَّائِقُ

ولاحِظوا بالبأسِ ذُلَّ عجزِنا

فمنكُمُ تُتَوَّجُ المَفارِقُ

وعامِلونا كَرَماً بعدلِكُمْ

ما كلُّ من يزعُمُ عِشْقاً عاشِقُ

وقرِّبوا بسِرِّكُمْ طَريقَنا

للهِ في أَكْوانِهِ طَرائِقُ

فحُبُّنا حَقيقةٌ يعرِفُهُ

مُخالِفُ الزَّمانِ والمُوافِقُ

تصدَّقوا تكرَّموا تحنَّنوا

تفضَّلوا وللقُلوبِ رافِقوا

فكلُّكُمْ لسِرِّنا حَقائِقُ

وكلُّنا بحُبِّكُمْ رَقائِقُ