يا بارقا قد تلوى

يا بارقاً قد تَلَوَّى

متَى التَوَيْتَ نُراعُ

يَشُبُّ في السِّرِّ منَّا

إن ما بَرَزْتَ شُعاعُ

يا بَرْقُ أحْبابُ قَلبي

بالهَجْرِ قلبي أضاعوا

تَواتَرَ الدَّمْعُ مِنِّي

وقَوْلُ قَطْعي سَماعُ

وحُكْمُ أهلِ وِدادي

يا بَرْقُ حُكْمٌ مُطاعُ

أذَعْتُ سَيْلَ عُيوني

لهمْ وهَجْري أذاعوا

والبُعْدُ قد راعَ رَوْعي

يا لَيْتَهُمْ ليَ راعوا

للحُبِّ والَهْفَ قلبي

على الطِّباعِ انْطِباعِ

وَدَّعْتُ روحي اصْطِلاماً

مُذْ قيلَ حانَ الوَداعُ

وقد عَبَثْنَ بِقلبي

لَهْفاهُ تلكَ التِّلاعُ

والموجُ من بحرِ جَفْني

ما فيهِ خِلَّى انْقِطاعُ

بها سَفائِنُ وَجْدي

ما احْتفَّهُنَّ شِراعُ

ولي معَ النَّوْحِ دَوْماً

مَعارِكٌ وصِراعُ

يُمْلأُ من جُهْدِ روحي

صاعٌ ويُفْرَغُ صاعُ

ومن زَفيرِ أنيني

للعاشقينَ سماعُ

كأنَّني لَوْحُ رِقٍّ

قد جَفَّ فيهِ اليَراعُ

ويا عَجَباً لِحبِّي

على شُؤُني اطِّلاعُ

هو المَتاعُ لِروحي

وللرِّجالِ مَتاعُ

هَمِّي عَليهِ ضَياعي

وهَمُّ غَيري ضِياعُ

دِرايَتي مُسْنَدُ الحب

بِ صَحَّ منها السَّماعُ

ومُمْكِنُ الوَجْدِ فيهِ

للغَيرِ فيه امْتِناعُ

سَلْبِيَّةٌ في القَضايا

منها الفُرادى شِفاعُ

مَكْنِيَّةٌ تحتَ قلبي

كالنَّارِ لا تُسْتَطاعُ