عمان

كل شيء بانتظارهم: الكؤوس والأدمغة وعناكب الرفوف، والصالة وهي ترسمُ بلعابها المدعوين،

أُسرّح النظر برهافة الغياب فأرى الأربعين

في واد مكتظّ بالأفاعي والزرافات رأيتُ الرجال الشّقر يرمون اللحم للنسور

لا أرى شيئاً لا أسمع شيئاً غارقا في ظلام مقابري

الجسد الجريح يخبط الماء ناسيا خلفه السنوات أي نسيان هذا

الباشقُ الذي كان ينقضّ على السلاحف والأسماك في القيعان البحرية المثلّمة، وفي الكهوف والخلجان، أراه الآن

الشجر الذابل أمام بيتي، أرقبه كل صباح وأنا ذاهب الى العمل وكل مساء وأنا قادم من البحر، وقد أرخى سدول أيامه بيأس أمام سطوة الجبال…

لهوى الحجاز بأفق قلبي مبدأ فلذا يعودُ ليَ الغرام ويبدأُ صبٌّ يحنّ إلى الحمى فشجونه

هذا الوجه أين رأيته، أين صادفته في مهب أحوالي ومعترك مدائني:

يا صاح إن الدهر صاعد برهة فغدا الزمان لحسنها محساد يدوم على نهر الجواهر مفرد