لي طرف لم يدر ما الإغفاء

لي طرفٌ لم يدر ما الإغفاء

وفؤاد عاثت به الأدواء

يوم ولّت يقودها الرقباء

خدعوها بقولهم حسناء

والغواني يغُرُّهُنّ الثناء

صحت لما حان الفراق وحمّا

ويك بالحب أشبعيني ضمّا

أنكرتني وأوسعتني ذمّا

أتُراها تناست اسميَ لما

كثرت في غرامها الأسماء

يا ترى هل فؤادها يتألّم

بعدما حيل بينها والمتيّم

فاسألوها لأيّ شيء لأعلم

إن تراني تصدّ عنّي كان لم

تك بيني وبينها أشياء

يوم جاءت فقلت جنّ الظلام

لا تخافي إنّ الوشاة نيام

فرنت ثمّ أقبلت والغرام

نظرةٌ فابتسامة فسلام

فكلام فموعد فلقاء

منحتني من ثغرها الحلو منّا

وهبتني ولم تزل تنثني

قبلةً وهي كل ما أتمنّى

يوم كنا ولا تسل كيف كنّا

نتساقى من الهوى ما نشاء

يوم قالت العيش ليس يطيب

يا حبيبي لمن جفاه الحبيب

فخذ العهد فالصباح قريب

وعلينا من العفاف رقيب

تعبت في مراسه الأهواء

يوم قمنا وأدبرت فتعالت

من فؤادي التنهدات وآلت

ثم لما اطمأنّ قلبي ومالت

جاذبتني ثوب العصي وقالت

أنتم الناس أيها الشعراء

فبخمر الجمال أنتم سكارى

لا تزالون ليلكم والنهارا

واتخذتم حب الغواني شعارا

فاتقوا اللَه في قلوب العذارى

فالعذارى قلوبهنّ هواء