ولهان يفترش الرمال أصيلا

ولهان يفترش الرمال أصيلا

فيخاله الرائي هناك عليلا

طورا يئنّ وتارة يبكي

وآونةً تراه صامتاً مذهولا

كالطفل أشجاهُ الفطامُ فطرفُهُ

أبداً تراه بالدموع بليلا

أو كاليتيم وقد تملكهُ الأسى

فبكى وهل تشفي الدموع غليلا

وارحمتاه له فلم ير راحماً

في قومه ومواسياً ومقيلا

مسكين لا حرجٌ عليه إذا بكى

وإذا هنالك راح ينشد سولا

فالشاطىء الرملي مهبط حبه

ولكم هنالك رتل الإنجيلا

ويبث كل نسيمةٍ مرت به

شكوى تسيل لها النفوس مسيلا

لا غرو إن راح النسيم بسره

فإليه من يهوى اصطفته رسولا

أوّاه من ذكراي ليلة أقبلَت

سكرى تجرُّ على الرمال ذيولا

فالقلب صفّق هاتفا ومرتّلا

للقائها نغم الهوى ترتيلا

رددت تقديسا وتعظيما لها

بسجودي التكبير والتهليلا

وطفقت أقطف من شقائق خدّها

ولكم رشفت رضابها المعسولا

فتقول لي والكأس خصّب كفّها

إنّي لأهوى الضم والتقبيلا

فأجبت أخشى البدر يفشي سرنا

فأضفي علينا شعرك المسدولا

ما أن أداعبُ نهدها بأناملي

حتى أطوّق خصرها المهزولا

فتخالنا فوق الرمال ونحن في

سكر الغرام يثينةً وجميلا

قسماً سواها ما اتخذت خليلة

كلا ولا اختذت سواي خليلا

قدمت قربانا لمذبح حبها

روحي متى كان المحب بخيلا

حواء والهفي عليك فما سلا

قلبي ولا أرضى سواك بديلا

أهلوك قد جاروا عليك وعافني

أهلي وما أزمعت بعد رحيلا

تذكارك المحبوب معبودي متى

ينساك صبّ يعبد المنديلا