يا عيد عدت فأين الروض والعود

يا عيد عدت فأين الروض والعود

والهف نفسي وأين الراح والغيد

بل أين أحباب قلبي والمواعيد

عيد بأيّة حال عدت يا عيد

بما مضى أم لأمر فيك تجديد

قلبي أسيرٌ وربّ البيت عندهم

قد حيل واحسرتا بيني وبينهم

أين المؤاسون فاض الكاس أين هم

أمّا الأحبّة فالبيداء دونهُم

فليت دونك بيداً دونها بيد

أوّاه ضاعف أحزاني شرابكما

شتّان شتّان ما بيني وبينكما

فخبّراني بحقّ اللَه ربّكما

يا ساقييّ أخمرٌ في كؤؤسكما

أم في كؤوسكما همّ وتسهيد

يا للتّعاسة لا الأوتار تطربني

بشدوها لا ولا الأنغام تؤنسني

فيا ندامى أمنكم من يخبّرني

أخصرةٌ أنا مالي لا تحرّكني

هذي المدام ولا تلك الأغاريد

بالأمس كانت قطوف الوصل دانيةً

واليوم أضحت لتعس الحظّ قاصية

وضاع عمري وما حقّقت أمنيةً

إذا أردت كميت الخمر صافية

وجدتها وحبيب النفس مفقود

يومي كأمسي وأمسي أوسد وغدي

يا دهر خفّف كفى ما ذقت لا تزد

ويا رفاقي اعذروني إن نفضت يدي

لم يترك الدهر من قلبي ومن كبدي

شيئا تتيّمه عين ولا جيد

فكم شكوت ولكن لم أجد أحدا

يصغي فأبكي وهل تروي الدموع صدى

وعشت لا أرتجي مالاً ولا ولدا

وكنت أروح مثر خازنا ويدا

أنا الغنيّ وأموالي المواعيد

وعشت بين أناس لا وعودهم

تشفي غليلا ولا تغني عهودهم

عميٌ وأطماعهم أمسَت تقودهم

جود الرجال من الأيدي وجودهم

من اللسان فلا كانوا ولا الجود