أسير ينادي العتق يا دهر لبه

أسير ينادي العتق يا دهر لبه

حبوه حلى التشريف لكن لسبه

أرى الظبي لا يشتاق إلا كناسه

وذا الجنح لا يلتذ إلا بقضبه

ففي قفص البلور للطير سجنه

وللظبي في صرح العلى كل كربه

وهبك وثاق الأسر صيغ من الندى

فهل لأسير غل فيه روى به

فما لامرئ عيش سوى بين قومه

ولا محسن للمرء غير محبه

أيخدعني خصمي بحلو كلامه

إذا كان مر البغض يجري بقلبه

وما هو إلا الغبن أن يقبل الفتى

سلام الذي لا يرتضي غير حربه

ومن صغر في النفس بسط امرئ يدا

لمنحه من لم يسع إلا بسلبه

وكم سارق أغرى صغيراً بفلسه

ليغتال ديناراً رآه بعبه

إذا كان لي يوماً لسان أقل ولا

أخاف وما خوف الفتى غير شجبه

ولا ريب أن الموت خير لعاقل

يعيش أسيراً للعدوّ وصحبه

إذا كنت ذا غضب فكن رب ساعد

وإلا فخلِّ المشرفيّ لربه

ومن لم يكن للسيف أهلاً فلم يكن

على جنبه ذا السيف إلا لضربه