سلام على تلك الديار وأهلها

سلامٌ على تلك الدِّيارِ وأهلِها

ومَن حلَّ فيها مِن مقيمٍ وظاعنِ

وأخدارِ آرامٍ شُغِفتُ بحبِّها

فخلَّفن قلبي بين صبٍّ وحائنِ

بعثن سهامَ العينِ تخطِرُ بالقنا

فأجرينَ دمعَ الهادياتِ الهواتنِ

ألستَ تراني ساهمَ الطَّرف شاحبًا

أعدُّ نجومَ اللَّيلِ خلفَ الظعائنِ

طَرَقْنَ بسهمِ العينِ قلبي فلم يَزَلْ

يكابدُ أشواقَ المحبِّ المهادنِ

فعالجنَنِي مِن أوَّلِ الليل نظرةً

قطعتُ بها ليلًا طويل المراسنِ

برزنَ مِن الأخدارِ ثُمَّ ولَجْنَها

فألقينَ قلبي بين جمِّ المفاتنِ

أنا الحضريُّ الصَّبُّ أرْدَتْه غُلَّةٌ

مِنَ الشَّوق تجلو عن نُحورِ البهاكنِ

فرفقًا بهذا القلب يا قوم إنما

مضـى بِسَناه كلُّ أحورَ شادنِ

فأقسمتُ بالرَّحمنِ فاطرِ حسنِها

ألمَّتْ بهذا القلبِ نظرةُ ماكنِ

فمَن مُبْلِغٌ عني على الغيب مألُكًا

بفَيضِ هواها بين تلك المحاسنِ

هو الحبُّ أرداني فما أنا صانعٌ

وليس غويُّ القلبِ منه بآمِنِ

وإنْ تسألي صِدقَ العهودِ فإنني

صدوقٌ وفيُّ العهدِ لستُ بخائنِ

تولَّهْتُها مِن بعدِ يومٍ وليلةٍ

فدَعْ عنكَ تَسآلي بتلك الضغائنِ

فلو كانتِ الصَّحراءُ تَفصلُ بينَنا

ومِن دونِها الأنهارُ بين المدائنِ

لجاوزتُها غيرَ اتِّقاءٍ لِهُلْكَةٍ

تُلِمُّ بنا مِن دونِ تلك القواطنِ