لقد طال هذا الليل

دعتكَ شجونٌ بِتْنَ منكَ دوانيا

وغالتكَ أشجانٌ ثَوَيْنَ روانيا

ولم تكُ تسلو ما عهدتَ من الصِّبا

أفانينَ وجْدٍ قَدْ مَضَيْنَ خواليا

لياليَ أطلقْنا العنانَ لِوَصْلِنا

وقد سلَّ سيفَ البينِ مَن كان داعيا

أقولُ وقَدْ شطَّ المزارُ ولجلجتْ

بنا نُوَبُ الأيام رفقًا لِمَا بيا

ألستَ تَراني كلَّما حلَّ طيفُها

أناجي كأنَّ الطَّيفَ شخصٌ بدا ليا

زجرتُ بعيني عبرةً قد ترقرقَتْ

وناشدتُ ذاك الصَّبرَ لو كان دانيا

تذكَّرتُ قومًا أمعنوا في وشايةٍ

لِتَنْأيْ فكان البينُ مُذْ ذاك دائيا

فرفقًا بهذا القلبِ إنَّ لهيبَه

تمطَّى فأمسَى للتَّرفُّقِ صاديا

عليكِ سلامُ اللهِ ما سهَّد الدُّجَى

جُفونًا تأبَّاها الرُّقادُ مجافيا

لقَدْ طال هذا اللَّيلُ حتى كأنما

عَدَاهُ عنِ الإصباحِ ما كان عاديا

فأسدلتُ ثوبَ الصَّبرِ حتى بدَتْ لنا

لواعجُ أشواقٍ عكفنَ نواهيا

فلمَّا رأيتُ الأمرَ قد جدَّ جدُّه

وليس سبيلٌ للوصالِ ورائيا

أَقَلْتُ فؤادي من عثارِ اشتياقِه

ولملمتُ ثوبَ الصَّبرِ فانفضَّ ساعيا

وقلتُ عسانا نلتَقي بعدُ إنما

أؤمِّلُ نفسـي إذْ رأيتُ التنائيا