لي في الهوى حرفان

لِي في الهوى حَرفانِ قد سَبق الجوى

بهِما فقاما يأسِرانِ فؤادي

فَبِذاك أقتسمُ المساءَ مع الكرَى

ما بين تسهيدٍ ودَرْكِ مرادِ

واللهُ ربُّ العرشِ يعلمُ أنَّني

لا أنثني عنها بِصِدقِ ودادِ

يا معشرَ العشاقِ هل أُنبِئتُمُ

عن مِثلِ ذاك بِرائِحٍ أو غادِ

سُوقُوا إلى الحضَريِّ عطْفَ مودَّةٍ

تجزيه عن هذا الأسى الوقَّادِ

في ليلةٍ ذهبَ السُّهادُ بِصَفْوِها

وتكاثفتْ أشجانُها لِوَفَادِ

دَعْ عنكَ هذا السُّهْدَ واطْوِ لهيبَه

فالصَّفْوُ والتَّسهيدُ رهنُ نفادِ

ولقد نصحتُ لئامَ قومٍ أدبروا

واستبدَلُوا بالودِّ شرَّ عنادِ

وأمرتُهم بالخيرِ لكنْ أرسَنُوا

سَفَهًا خطامَ المكرِ بعدَ رشادِ

أنَّى يقُومُ الأمرُ دونَ رشادِهم

والغيُّ فاعلَمْ رأسُ كلِّ فسادِ

أمْ كيف تصمدُ للزمانِ صناعةٌ

قامت دعائمُها على الأحقادِ

لو أنَّهم فَطِنُوا لذلك لارتقَوا

عن كلِّ شائبةٍ مِنَ الحُسَّادِ

لكنَّهم زلَّتْ بهم أحلامُهم

ما إنْ لهم بينَ الورَى مِن هادِ

لو أنَّهم صبروا كصبري لم يكنْ

لهمُ بهذا الشرِّ مِن إخفادِ

لكنَّهم ظنُّوا الأمورَ كما ارتَأَوْا

ودعاهمُ للشرِّ سوءُ عتادِ

لا تبتئِسْ فاللهُ ربُّكَ عندَه

لُطْفٌ، وللطَّاغِينَ بالمرصادِ