إما فررت من العدى

إمَّا فَررْتَ من العِدَى

أين الفرارُ من الردَى

وإذا سلمتَ اليوم منه

يأتي القضاءُ به غدَا

فإذا أتَى ماذا تقو

لُ إذا دَعاك إلى الندَا

الر أىُ مِنّي إنْ أتى

قُلْ مرحباً بك إن بدَا

لو تُفْتَدى منه بملء

الأرض لم يُقبلْ فِدَا

لو كنتَ في ظلماتِ بحرِ

زاخر لك لاهتدَى

أو كنتَ فوقَ الراسيا

تِ الشامخاتِ لأنجدَا

فتأهَّبنَّ ولا تكن

في غَفْلةٍ متردِّدَا

فلعلّه يأتي مفا

جأةً فكن متزوِّدَا

لا تلْقَه برذائل

متلوثاً متعمدَا

إن كنتَ تبغي الفوزَ في

روضِ الجنانِ مخلَّدَا

فاغسلْ يديك من الزما

نِ وأهلِه متفردَا

واعبدْ إلهَك بكرةً

وعشيةً طولَ المدَى

واقنعْ بما تُؤْتَى ولا

تُطْلِق لسانَك للجَدَى

لَكن إذا أُعْطِيتَ شيئاً

لا تَرُدَّ المُسْعِدَا

أبَى الله أن يعطى الفتى ما يودُّه

وإن شاءَ أمراً بامرىء من يردُّه

وما المرءُ إلا صورةٌ وبهيمةٌ

يزينُه حسنُ الطباعِ ورشدُه

فهذا محالٌ ما لَه قطُّ غايةٌ

انشرح شَيئاً لَيْس يُبلغُ حدُّه

إذا ما رضيتمْ بالقضاء استرحتم

وما ضرَّكُم سوءُ القضاءِ وجَهدهُ