ثلاث حالات

(الخيالُ يطوّقُ العالمَ..)

ألبرت أينشتاين

(1)

حينَ مرَّتْ

على قلبِهِ غيمةُ الذكرياتِ

بكامِل فتنتِها..

راحَ يعصرُهَا رغبةً في غدٍ أخضرٍ،

لم يكنْ بعدُ

قد شاهدَ الوقتَ وهْـو يُمزّقُ

كلَّ مواعيدِهِ القادمَهْ..

(2)

حينَ

هيَّأَ أشرعةً للرحيلِ وودَّعَ بلدتَهُ

شارعاً شارعاً..

وبكى كلَّ يومٍ مضى بين أحضانِهَا

والليالي التي ملَأتْ كأسَهُ نشْوةً

والنساءَ اللواتِي أحَبَّ..

وكلُّ التفاصيلِ ممزوجةً بالحنينِ هنالِكَ

مرَّتْ على بالِهِ،

قال: مهلاً

لماذا الرحيلُ إذن؟

والحياةُ التي أشتهِي هاهُنا قائِمَهْ..!

(3)

حين فاجأَهُ الموتُ

وهْوَ يُرتبُ أيَّامَهُ في رفوفِ الحياةِ

وينفُضُ عنهَا غبارَ الهُموم

رأَى ظِلَّهُ يترَجَّلُ عنهُ

ويهربُ ناحيةَ البابِ مرتعباً..!

ثم يتبعُهُ الموتُ كالبرقِ،

لفَ المكانَ هدوءٌ غريبٌ

تحسَّسَ أعضاءَهُ واطمأَنَّ

فقال: لعلَّ الحياةَ بدونِ ظِلالٍ إذنْ

أصبحَتْ دائمَهْ..

نونبر 2020