مجازفة

(كل شيء ممكن، لكن لاشيء ممكن:

أليس هذا مأزق الكتابة؟)

أدونيس

خطوةٌ في اتجاهِ القصيدةِ؟

يا سيدي..

لستَ تعرفُ كم من سؤالٍ

سيُلقَى أمامكَ مُستفسِراً

في الطريقِ إليهَا..

وكمْ منْ شكُوكٍ ستطرُقُ بابَكَ حينَ تُفكّرُ فيها..

ومن قلقٍ سوفَ يسحَبُ روحَكَ نحو

اشتعالِ الظّنونِ وقد هيّأتْكَ لتفنَى بها..

ستسافـرُ في ليلها دونَ بوصلةٍ

قبل أنْ تتبيّنَ خيطاً رفيعاً من الضوءِ

وهو يمرُّ شِهاباً على صفحةِ البوح..

أو لمحةً في الخيالِ

عليكَ ابتكارُ معانٍ لها قبل أنْ تتلاشَى

ملامحُهَا في غبَارِ الصّدى..

وعليكَ بموتٍ خفيفٍ يبلّلُ روحكَ بالصمتِ

حتى ترى ما يُخبئُه الغيبُ

من قدرٍ في سطورِ النهايةِ..

هذا سبيلُ القصيدةِ..

حزنٌ وشكٌّ وموتٌ ودمعٌ ونارٌ…

فلا تبتعِدْ في صدَاهَا الذي يشربُ العُمرَ

أكثرَ ممّا ابتعدتَ..

أو اتركْ لنا نجمةً لتدلَّ عليكَ

لأنكَ يا سيدي لن تقاومَ هذا الرّحيلْ…

دجنبر 2021