مشاهد

(بينَ الواقع والخيالِ هناك برزخٌ أنا أنتمي إليه..)

شمس الدين التبريزي

(1)

لحظةٌ يتهجّى ملامحَها

الأبـدُ..

ويُراودُها كي تكونَ لهُ،

روحُها يتقمّصُهَا في دمي جسـدُ..

مذْ أشعلَتْ في

مرايا الغيبِ أسئلةً

وسافرتْ حيثُ تُخفي سرّهَا اللّغةُ

راحتْ

تفتّشُ عن بوحٍ تُقدّسهُ

كلّ القلوبِ إذا باحتْ بهِ شفَةُ..

لمْ تَكُن شغفاً

لاصطيَادِ الهواجس،

أو زمناً مُشرعاً لدخولِ

الوساوس في لغةِ الريحِ..

بلْ خطوةً في اتّجاهِ

القصيدةِ

حيثُ يصيرُ لها في الخيالِ

فمٌ ويَدُ..

(2)

زمنٌ مُترعٌ بالرحيلِ

يليقُ بما تشتهِي موجةٌ

شارِدهْ..

كلّمَا دُفِعَتْ للخروجِ إلى شاطئِ البحرِ

قالت:

لعلّي إذن موجةٌ زائِدهْ..

يدِي لا تصُدُّ الريحَ عنْ

جسَدِ البحرِ..

دمِي مثقلٌ بالملحِ

والخوفُ في صدرِي..

بُعثتُ مراراً

بعدَ موتِي لأنّنِي

وجدتُ خلاصي مستحيلاً بلا قبرِ..

لا خطايَ تقودُ إلى مستقـرّ

يُخلِّصُني..

لا سماءَ تُبايعني غيمةً

أو تبايعني نجمةً..

كلّمَا قلتُ إنّي سأرحلُ

سدَّتْ طريقي الرياحُ

وعُـدتُ إلى مِحنَتي الخَالِدة..

(3)

معنىً يراوغُ ظلَّهُ المُلقى

على أرضِ الكلامِ ويخفتي

خلفَ الصّدَى..

حينَ ارتدى عطشَ المجازِ مُقامِراً

يروي بماءِ عيونهِ رُؤْيَاهُ..

أورقَ التيهُ في المسافَةِ ناراً

والمرايا من وجهِهِ تقتَاتُ..

معنىً يُضمّدُ خوفَهُ الممتدّ في

جرحِ الزمانِ قصيدةً..

ويطوفُ

بالحرفِ النبيّ ويرتقِي،

حتى تفيضَ قداسةً عيناهُ..

ماي 2020