موت مختلف

(من يخفِ الموتَ؛ يخسرِ الحياة..)

مثل روماني

شاعـرٌ في الحديقةِ

يجلسُ مُنشغِلاً بالوجـودِ

وعيناهُ غافلتانِ عنِ الموتِ

وهْـوَ يسيرُ إليهِ ببطءٍ لكيْ يقطِفَهْ..

وبدَا أنّهُ لمْ يُفَاجَأْ بهِ!

لم يفِـرَّ، ولم يرتبِكْ..

قال: يا موتُ فلتُعطنِي مُهلَةً

كي أودّعَ نفسي، وأدفنَ أحلامَها..

ثمّ أرثِي حياتِي التي لمْ أعِشْها بنصّ أخيرٍ

وأغسلَ روحِي بمائِكَ

فلتُعطني مهلةً..

فأبى الموتُ أنْ يُسعفَهْ..!

يائساً راح يتلُو قصيدتَهُ اللّمْ تزلْ

تتكوَّنُ في سرِّه، راثياً نفسَهُ..

والحياةَ التّي أسلمَتْهُ إلى حتْفِهِ مُرغماً،

والبلادَ التي حالفَتْ ضدّهُ كلّ منفى

وكلَّ المرايا التي أنْكـرَتْ وجهَهُ..

فجأةً يختفي الموتُ والروحُ

تزهرُ أوراقُها من جديدٍ..

فيسمعُ خلفَ الحديقةِ صوتاً يقولُ:

_وقـد أدركَ الآنَ ما يترَدّدُ في سرِّهِ_

هو الشعرُ لا بدّ أنْ أُنصِفَهْ..!

يوليوز 2020