سأقتلك

سأقتلُلُكْ

من قبل أن تقتلَني سأقتلك

من قبل أن تغوص في دمي

أغوصُ في دمِك

وليس بيننا سوى السلاح

وليحكُم السلاحُ بيننا

سنابكُ الجدودِ وقعُها المهيبُ ما يزال

يموجُ في ذاكرة الأيامْ

ونورهم يختالُ فوق مفرق التاريخ

فمنهم الذي بنى حجارةَ الأهرام

لكي يُمجّدَ الإنسانَ حين يشمخ الإنسان

ومنهمُ الذي بنى منارة الإسلام

لكي يقول للأنامِ: لا إله إلا الله

ونحن في حاضرنا المجيد نصنع السلام

هديةً من شعبنا للعالم الجديد

العالم الذي يريد

يريدُ للرجال أن يعانقوا الرجالَ دون حقدْ

العالم الذي يريد

يريد للنساء أن يُغفينَ وادعاتْ

في أذرع الأزواج والأحباب والأبناءْ

العالمُ الذي يُصبّحُ الأطفالَ، نَوْرةَ الأمل

بنُغْيَة الحنان والدُمى بالقُبَل

العالم السعيدُ، واحةُ الأجيال

في سعيها قوافلُ الأجيال، نحو عالم سعيد

وأنتَ، والإمحالُ والعَياء والظلامُ في خُطاك

تريدُ أن يصفرَّ في القلوبِ برعمُ الآمال

في عالمٍ سعيد

أقسمتُ بالأهرام والإسلام والسلام

سأقتُلُك

بكُلِّ ما سُقيتُ من مرارة الأيامْ

أغوصُ في دمِك

أقسمتُ بالأخ الذي مضى، وخلتُهُ بلا ثمنْ

في عامنا الماضي، ولم يُلَفَّ حول جسمه كفنْ

لأنه احترق

على تراب “غزّةَ” البيضاء بالطائرة احترق

كان اسمُهُ “نبيل”

وكنتُ في محبتي أدعوه بُلبُلي الحبيب

وكان راعفَ الجناح، دائبَ الأسفار

وكان حينما يعودُ ينقرُ الودادَ من فؤادي..

حبّتين… حبتين

فحبةً لجوعه، وحبةً تذكار

وفي الأصيل، كان يهدلُ اللقاءَ غُنوتينْ

فغنوةً لأهلنا، وغنوةً للدارْ

لكنه مضى، وخلتُهُ مضى بلا ثمنْ

أقسمتُ وجهُكَ الجديبُ سوف يصبحُ الثمنْ

من أجله سأقتلك

لأجل ثأره أغوص في دمك

الشمسُ في بلاد الشمس بهجةُ النظَر

وفوق معطف السحاب يدرُجُ القمرْ

وتزدهي النجوم كالزهر

وفي ربى بلاد الشمس تورقُ الحياه

سنابلاً ذهبْ

والشمسُ واللجينُ في صبا الأصيل ينسجان

مطارفاً ما حازها في وهمهِ فنّانْ

أقسمتُ بالقمر

وبالسحابِ والزَهر

وباللجين، واهبِ الحياهْ

سأقتلك،

من قبلِ أن تقتلَني سأقتلُكْ

أهلُ بلادي يصنعونَ الحبْ

كلامهُمْ أنغامْ

ولغْوُهُمْ بسّامْ

وحين يسغبونَ يطمعونَ من صفاءِ القلبْ

وحين يظمأون يشربون نهلةً من حب

ويلغطون حين يلتقون بالسلام

عليكمُ السلام

عليكمُ السلام

لأنّ من ذُرى بلادنا ترقرق السلام

وفاضَ من بطاحها محبّةً خضراءَ مثل نبتة الحقول

ورقةً بيضاءَ كالأزهار في الخميل

ورحمةً زهراءْ

كقلبَ أمهاتنا

كفرحنا بعيدنا

كالقطن حين يستنير لوزُهُ جنى

وأنتَ، يا مُدنَّسَ الخطى

تريدُ، بئسَ ما تريد

لكنني سأقتلك

من قبل أن تقتلني أغوصُ في دمِك