بحر الرجز

ولَيْلَةٍ رَائِقَةِ الْبَهَاءِ مَشُوبَةِ الظَّلاَمِ بِالضِّياءِ أَشْبَهَ بِالجَارِيَةِ الْغَرَّاءِ

خَطْبَانِ قَدْ تَتَابَعَا وَأحْرَبَا لِمَا أَصَابَ الثَّاكِلَ المُنْتَحِبَا أَنْضَبَ مَاءُ عَيْنِهِ مِمَّا بِكَى

يَا طَيبَ يَوْمٍ لا يُضَاهِي حُسْنَهُ بِيُمْنِهِ قَرَّتْ وَسُرَّتْ أُسْرَتَانِ هَنَّأَ فِيهِ السَّعْدُ إِذْ أَرَّخَهُ

يَا أَيُّها الْخَافِقُ فَوْقَ هَامِنَا أَشْرِفْ وَدُمْ فَوْقَ الْبُنُودِ بَنْدَا أَنْتَ الَّذِي صُنْتَ الْحِمَى وَأَهْلَهُ

يا أَيُّهَا ذَا الوَطَنُ الْمُفَدَّى تَلَقَّ بِشْراً وَتَمَلَّ السَّعْدَا لَمْ يَرْجِعِ العِيدُ مُرِيباً إِنَّما

زُفَّتْ إِلَيْكَ وَالزَّمانُ وَرْدُ وَالنُّورُ تَاجٌ وَالفَرِيدُ عِقْدُ وَالجَوُّ صَفْوٌ وَالنَّسِيمُ نَدُّ

أَلمُورِيَاتُ أَخْمَدَتْ زِنَادِي وَالمَرْثِيَاتُ أَنْضَبَتْ مِدَادِي وَكادَ لاَ يَتْرُكُ إِلاَّ لَوْنَهُ

شَادَ فَأَعْلَى وَبَنَي فَوَطَّدَا لاَ لِلْعُلَى وَلاَ لَهُ بَلْ لِلْعِدَى مُسْتَعْبِدٌ أُمَّتهُ فِي يَوْمِهِ

إِنَّ الَّذِينَ الدَّاءُ فِي صُدورِهِم والمَوْتُ يَلْقاهُمْ بِوَجْهٍ أَغْبَرِ يَرْجُونَ مِنْ إِخْوَانِهِمْ إِسْعَافَهُمْ

أَصْبَحْتَ مَطراناً وَأَنتَ الْخوري وَالصِّفَتانِ مَصْدَرٌ لِلنُّورِ كُنتَ أَبا بِرِّ تَفانى فِي التُّقى