بحر الرجز

كَم غادَةٍ مِثلَ الثُرَيّا في العُلا وَالحُسنُ قَد أَضحى الثَرى مِن حُجبِها وَلِعُجبِها ما قَرَّبَت مِرآتَها

مَن جالَسَ المُغتابَ فَهوَ مُغتاب لَستُ عَلى كُلِّ جَنىً بِعَتّاب وَلا مُجازٍ مُخطِياً إِذا تاب

لا شامَ لِلسُلطانِ إِلّا أَن يُرى نَعمُ البَداوَةِ كَالنَعامِ الطارِدِ وَيَكونَ لِلبادينَ عَذبُ مِياهِهِ

غَنَّيتَ في شَرخِكَ أَذكى مِن قَبَس وَكُنتَ بَحراً ثُمَّ أَصبَحتَ يَبَس أَما تَراني في الزَمانِ مُحتَبَس

شَرٌّ عَلى المَرأَةِ مِن حَمّامِها إِرسالُكَ الفاضِلَ مِن زِمامِها وَمَشيُها تَضرِبُ في أَكمامِها

الحِرصُ في كُلِّ الأَفانينِ يَصِم أَما رَأَيتَ كُلَّ ظَهرٍ يَنقَصِم وَعُروَةً مِن كُلِّ حَيٍّ تَنقَصِم

لَمّا غَدا الثَعلَبُ في اِعتِدائِهِ وَالأَجَلُ المَقدورُ مِن وَرائِهِ صَبَّ عَلَيهِ اللَهُ مِن أَعدائِهِ

وارِفَةٌ لِلطَيرِ في أَرجائِها كَلَغَطِ الكُتّابِ في اِستِملائِها أَشرَفتُها وَالشَمسُ في خِرشائِها

يا رُبَّ خَرقٍ نازِحٍ حَديبِ أَخضَلَهُ السَحابُ بِالصَبيبِ غَزَوتُهُ بُمُخطَفٍ وَثَوبِ

قَد أَغتَدي وَاللَيلُ في إِهابِهِ أَدعَجُ ما جُرِّدَ مِن خِضابِهِ مُدَثَّرٌ لَم يَبدُ مِن حِجابِهِ