بحر الرمل

يا عُيونَ النَّرجِسِ الغَضِّ أَلا غُضِّ عنَّا قد طَوَيْنا بُرْدَنا وغُصونُ البانِ مِيلي كَرَماً

أَيُّها المُسْتَحلِفُ اللَّيْلَ أَفِقْ إِنَّ ركبَ اللَّيْلِ بالسَّيرِ عَدَا قمْ ولا تغفلْ خُمولاً كَسَلاً

وَحِّدِ الله ولا تُشْركْ بهِ إنْ تكنْ عبداً مُنيباً أحدا واتْركِ الأغْيارَ إنْ كُنتَ فتًى

أيُّها الفجرُ النُّسَيْماتُ شَذتْ عنكَ مِسكاً حينَما لُحْتَ صَباحا فاسْتُرِ الوجدَ علينا كَرماً

خُذْ شُهوداً عن شُهودِ الكائِناتْ وأَمِطْ عنك صُنوفَ الحُجُبِ والتَفِتْ للبارِقاتِ البارِزاتْ

أَورِدِ الدَّلوَ لعَقْدِ الكَرَبِ واحْكِ لي أَخبارَ قوم العَرَبِ وانْشُرْنَ نشرَ شَذا سيرَتِهِمْ

خُذوا بيدِ العبدِ الضَّعيفِ تَكَرُّماً فقد ملَّ منه قوسُهُ ورِكابُهُ غريبٌ عن الأَكْوانِ شطَّ مَزارُهُ

روِّحينا يا نُسَيْماتُ الصّبا واحْمِلي للشَّيبِ أَنفاسَ الصِّبا وعلى الضِّلعَيْنِ من بانِ النَّقا

‏كلُّ ما في الكون حب وجمالُ بتجليك وإن عز المنالُ بسط النور فكم ثائر بحر

هبت الشامُ على عاداتها تملأ الأرضَ شباباً حَنِقا نادباً بيتاً أباحوا قُدْسَهُ