بحر الطويل

سألنا معالي مصر هل لكِ عودةٌ وهل سابقاتُ الدهر يدنو بعيدُها فقالت بإسماعيلَ أوحدِ عصرِه

نعم إنْ سخا دهري وجاد أجدتُ في مديحي إسماعيل نخبة أمجادِ أبا العربِ عمَّ المسعداتِ أخا الحيا

رُزِءَ بِهِ كُلُّ القُلوبِ اِنكَوَت وَاِستَرسَلَ الدَمعُ وَطالَ الأَنينِ وَالحُزنُ قَد عَمَّ جَميعَ المَلا

أَتَيتُ دَمَنهوراً أَروحُ بِالصَفا فُؤاداً دَعاهُ لِلرِفاقِ حَنينِ فَساقَ لِيَ المَقدورُ ظَبياً مُهَفهَفاً

يا خَبَراً قَد رَنَّ فينا وَطَنٌ مَن قامَ بِالواجِبِ خانَ الوَطَنِ جَزا سَنمارَ لَهُ قِسمَةٌ

غُلامٌ مِنَ الأَتراكِ لِلإِنسِ ضافَنا وَكُنّا سِوى الخُدّامِ أَنفُسٌ أَربَعَه وَخِلنا بِهِ ضيقاً فَخِفنا اِستِياءَهُ

وَلَمّا جَلَسنا لِلشَرابِ وَمُنيَتي يَمُرُّ عَلَينا بِالطِلا وَيدورُ تَصَوَّرتُهُ البَدرَ المُنيرَ وَأَنَّنا

لَحى اللَهُ دَهراً لَم يَصُن عَهدَ صُحبَتي وَخَلا نِساني أَو تَناسي مُروءَتي وَإِذا كانَ ظُلمُ الناسِ في النَفسِ كامِنا

أَظُنُّ أَبا الفَضلِ عَلَينا اَبى الفَضلا وَبِالغيدِ آلى لا يُقارِبَنا أَصلا جَفانا بِأَجفانٍ يَهيمُ بِلَحظِها

عَلى رَأسِها الرُمّانُ تَرغَبُ بَيعَهُ جُزافاً لِمَن يَشري بِبَضعِهِ أَعشارِ وَفي صَدرِها ثِنتانَ لَو أَنَّها اِرتَضَت