بحر الكامل

ما بالُ مصرَ وقد جلتْ عن بأسِها وافترَّ ثغرُ البشر عن عَبَّاسِها وروتْ حديثَ الجود عنه مثلما

وكنانةُ الله التي كم فوّفتْ منها وإن بَعُد العدو سِهامُ وقديمة شابَ الزمانُ وحسنُها

يَا سَعْدُ أتْحِفْ مَسْمعي بصَبا الصَّباحْ وتغَنَّ لي بمحاسنِ البِيضِ الصِّباحْ وقْتِى صَفا في مصرَ لا واشٍ وَلاَحْ

ودّعْ أويقاتَ الصبابة والصّبا ودعْ التنسيمَ بالنسيم وبالصّبا واحرصْ على حب المعالي منصبا

لِما رَأَيت الظُلمَ من ذاكَ المُلك وَعَلِمت مِن تَهديدِهِ ما قَد سَلَك أَصبَحتَ أَدنو من حماه وَقَد هَلَك

عُمري إِذا قَبَّلتُ فيهِ دَفاتِري لَتَرى بِهِ أَيّامُ حَظّي وَالشَقاءِ لا يَبلُغَنَّ وَلَو تَضاعَفَ قَدرُهُ

يقولون لم تصحب فلانا وانه ثقيل تراه الأرض ضعف الأمانة فقلت لهذا قد اردت اصطحابه

يا مَن نُعِدُّ بِهِ المَجازَ حَقيقَةً أَنتَ المُفَدّى خِفَّةً وَلِطافَةِ إِنّي لَأُنصِفَ مِن ذَويكَ عَثيرَةً

وَالوَردُ في إِزرارِهِ فوقَ الغُصو نِ تَهُزُّهُ ريحُ الشَمائِلِ وَالقُبولِ كَأَحِبّةٍ ضَمّوا المَباسِمَ وَاِنثَنوا

لا تَأخُذَنكَ في صَديقٍ شُبهَةً بِوِشايَةٍ تَقسو بِها وَتَلومُ فَلَرُبَّما كانَت سَعايَةَ ظالِمٍ