قصائد حزينه

شَجاني بأَعلامِ المُحَصِّبِ من مِنىً خَفِيُّ حَنينٍ رَجَّعَتْهُ الأَباعِرُ وَقَد رَفَعَ الشُّعثُ المُلَبُّونَ أيدِياً

رَأَتْ أُمُّ عَمْروٍ ما أُعاني فعَرَّضَتْ بِشَكْوَى وفي فَيْضِ الدُّموعِ بَيانُها وَقَدْ كُنْتُ أَهْوَى مَبْسِماً وَجُمانَهُ

عجباً له أبكيه ملء مدامعي وأقول لا شلت يمين القاتل

فُؤادٌ دَنا مِنْهُ الغَرامُ جَريحُ وَجَفْنٌ نَأَى عَنْهُ الرُّقادُ قَريحُ فَلِلْوَجْدِ قَلْبِي وَالمَدامِعُ لِلْبُكا

دَعَتني بِذي الرِّمثِ الصَبابَةُ مَوهِناً فَلَبَّيتُها وَالدَّمعُ يَستَنُّ وابِلُهْ وَلي صاحِبٌ مِن عَبدِ شَمسٍ أَبُثُّهُ

كَبِدٌ تَذوبُ وَمَدْمَعٌ هَطِلُ فَمتى يُوَرِّعُ صَبْوَتي عَذَلُ ماذا يَرُومُ بِهِ العَذولُ وَكَمْ

لَحَى اللهُ دَهراً لا نَزالُ دَريئَةً لِضَرَّاء يَرْمِينا بِها فَيُصِيبُ وَيُنْجِدُ بِي طَوْراً وَطَوْراً يَغُورُ بي

عَرَضَتْ ناشِئَةُ المُزْنِ لَنا فَاسْتَهَلَّتْ مِنْ أُصَيْحابِي دُموعُ هَزَّهُمْ بِالمَرْجِ ذِكْرى بابِلٍ

وَمُشْبِلَةٍ شَمْطاءَ تَبْكي مِنَ النَّوَى وقَد غَيَّبَتْ عَنْ غَابِها أَسَداً وَرْدا وَتَحْتَ حَبابِ الدَّمْعِ عَيْنٌ رَويَّةٌ

أذْكى بقَلبي لوعَةً إذ أوْمَضا بَرْقٌ أضاءَ وميضُهُ ذاتَ الأضا فَبدا وقد نَشَرَ الصّباحُ رِداءَهُ