بحر البسيط

حَقِيقٌ لِعَيْنَيَّ أَنْ تَدْمَعا لِحَرِّ الفِراقِ وأَنْ تَجْزَعا وَأَلْطِمُ خَدَّيَّ حُزْناً عَلَيْهِ

سَقْياً لِطَيْفِ خَيَالٍ زارَني جَزِعاً يَسْتَقْبِلُ اليَأْس مِنْهُ بالرَّجا طَمَعا حَتَّى إِذا بَذَلَ المَوْعودَ مِنْ صِلَتي

وَلَحْظٍ يَكَادُ الْحُسْنُ يَعْبُدُ حُسْنَهُ إِذا أَقْلَقَتْهُ لِلْعُيونِ المَضَاجِعُ تَحَرَّكَ طِفْلُ الغُنْجِ في مَهْدِ طَرْفِهِ

يا مَنْ إِذا رُمْتُ عَنْهُ الصَّبْرَ يَمْنَعُني شَوْقٌ يُجيبُ وَدَمْعٌ لَيْسَ يَمْتَنِعُ هَبْني أُخادِعُ طَرْفي عَنْ تأَمُّلِهِ

لَوْ كانَ يَعْلَمُ عُذَّالي بِما صَنَعُوا لَأَقْصَرُوا عَنْ مَلامي فيكَ وَارْتَدَعُوا زَادُوكَ عِنْدِيَ إِذْ عَابُوكَ مَنْزِلَةً

أَرْضى صَبابَتَهُ فَلِمْ لَمْ تُرْضِهِ وقَضى بِها ومُرادَهُ لَمْ يَقْضِهِ أَهْدى إِلَيْهِ الحبُّ عِلَّةَ طَرْفِهِ

قَدْ آنَ لِلْوَصْلِ نَحْوَ الهَجْرِ يَنْتَهِضُ كذا وعَيْشِكَ كلُّ الأَمْرِ ينْتَقِضُ مَادامَ شَيءٌ مِن الدُّنْيا عَلَى أَحَدٍ

يا مَنْ تَجَنَّبَ دَمْعي مِنْهُ حِينَ وَشَى سُلْطانُ حُبِّكَ لمْ يَقْبَلْ عَلَيَّ رُشا وكَمْ شَكاني اشْتِكائي من هوى قَمَرٍ

صِلْني فَقَدْ والهَوى يا أَحْسَنَ النَّاسِ وَصَلْتَ بِالهَجْرِ لي تَقْطيعَ أَنْفاسي أَثْبَتَّ سَهْمَكَ في قَلْبي فَكانَ لَهُ

يا ساكِتاً عَن كلامي لا يكلمُني تِيهاً أَلا كلُّ فعلٍ منكَ مَبْرُورُ إِذا سَكَتَّ فمنكَ الدُّرُّ مُنْتَظِمٌ