بحر البسيط

طغَى فضوعف منه الحسنُ والخَطَرُ وفاض فالأرضُ والأشجارُ تنغمِرُ وراعت الطائرَ الظمآنَ هيبتُه

كِلُوا إلى الغَيبِ ما يأتي به القَدَرُ واستَقبلوا يومَكُمْ بالعزمِ وابتدروا وصَدِّقُوا مُخْبِراً عن حُسْنِ مُنْقلَبٍ

يا عَذبَةَ الرُوح يا فتّانَة الجَسدِ يا بنتَ " بيروتَ " يا أنشودةَ البَلدِ يا غيمةَ الشَعرِ مُلتاثاً على قَمر

قِفْ بالمعَرَّةِ وامسَحْ خَدَّها التَّرِبا واستَوحِ مَنْ طَوَّقَ الدُّنيا بما وَهَبا واستَوحِ مَنْ طبَّب الدُّنيا بحكْمَتَهِ

رُدُّوا إلى اليأسِ ما لم يَتَّسع طَمَعا شَرٌّ من الشرِّ خوفٌ منه ان يقَعا شَرٌّ من الأمَلِ المكذوبِ بارقُه

ناشدتُ جندكَ جندَ الشعبِ والحرسا أن لا تَعودَ فلسطينٌ كأندلُسا ناشدْتُك الله أن تسقي الدماءُ غداً

قد أجْمَعوا كَيْدَهُمْ قومٌ وقد جَمَعوا جُنْداً لهمْ بينَ قاصِيٍّ ودانِيِّ رامو أذانا وباتوا في مُوامَرَةٍ

لَمَّا تقَلْقَلَتِ الرُّكبانُ ساريَةً حَدا القُلُوبَ مع الرُّكبانِ حَاديها ثَنى عَزائمَها وجدٌ أَضَرَّ بها

ضريحُ سَلْمَانَ مولانا وسيِّدِنا نَسْلِ الشَّهابِ أميرِ البَدْوِ والحَضَرِ قضَى لهُ اللهُ تأريخاً أدامَ بهِ

هذي العَزيمةُ لمَّا طارَ طائِرُها خلَّى بِثَوْرتِه كلَّ الوُجوداتِ وراحَ والهِمَّةُ العلياءُ تدْفَعُهُ