بحر الرجز

وأبيَضٍ من غيرِ طبعِ الهندِ يجولُ بين حَدِّه والحدِّ أشبهُ بالماءِ من الفِرِندِ

ما أَضيعَ الغِمدَ بِغَيرِ نَصلِهِ وَالعُرفَ ما لَم يَكُ عِندَ أَهلِهِ

تَمشي عَلى قَوائِمٍ عِجافِ كَأَنَّما جُمِّعنَ مِن خِلافِ

وَذاتِ جِسمٍ مُشبِهِ الساجورِ وَجُؤجُؤٍ كَجُؤجُؤِ الطُنبورِ

إِنَّ أَبا سَعدٍ عَلى مُجونِهِ وَرِقَّةٍ في عَقلِهِ وَدينِهِ يَبتَرِكُ الدَهرَ عَلى جَبينِهِ

يُصافِحُ المَوتَ بِوَجهٍ دامِ حُرٍّ رَقيقٍ واضِحٍ بَسّامِ يَسُلُّ مِن فَكَّيهِ كَالحُسامِ

تَخالُهُم أَسوارَ جَيشٍ أَبلَخا أَو مَعَهُم جودٌ يَزينُ وَسَخا تَمَّت بِهِم حالٌ لَهُم مِثلُ الرَخا

وَلَيلَةٍ أَحيَيتُها بِالراحِ نُحسِنَةٍ مُسيئَةِ الصَباحِ أَهَنتُ فيها سَخَطَ اللَواحِ

ما صائِداتٌ لَيسَ بارِهاتِ وَراكِباتٌ غَيرُ سائِراتِ وَقَد عَلَونَ غَيرَ مُكرَماتٍ

يا كَفُّ ما حَيِّتِ إِذ غَدَوتِ بِباشِقٍ يُعطيكِ ما اِبتَغَيتِ لا يَتَّقيهِ هارِبٌ بِفَوتِ