بحر الرجز

كم ليلةٍ قد رحل الغمض بها وهي على سوادها مقيمه لو علمت بحالتي لا انفجرت

وما جرى من دمعه الاّ الذي ضاقت عن اكتنافه ضلوعه فملؤها فرط جوى تضيق عن

الحمد لله العلي القادر ذي النعيم البواطن الظواهرِ والصلوات عدد القطارِ

قد خلط البياض بالسوادِ وأحكم التدبير بالتردادِ وأخرج الرطب من الشدادِ

ساريةٌ ذاتُ عبوسٍ برقُهَا يَضْحَكُ والأجفانُ منها تَهمِلُ كَحُلَّةٍ دكناءَ في حاشيةٍ

كُراتُ نارنجٍ لِطَافٌ غضَّه مُحْمَرَّةٌ بطونُها مبيضَّه حِقاقُ تِبْرٍ بُطّنَتْ بفضَّه

ويومِ أُنسٍ راقنا أصيلُهُ بنهرِ روضٍ سُندُسيِّ الورقِ لما توارتْ بالحجابِ شمسُهُ

يا رُبَّ ليلٍ عَطِرِ الأَرْدانِ مِنْ نسِم النرَّجسِ والسُّوسانِ كأنَّما أَنْجُمه الدَّواني

وزَوْلةٍ مُقْرَبةٍ مُسِنّهْ رِيفيّةٍ تَقذِفُ بالجُبُنّهْ في قالِبٍ أسفلُه مِشَنّهْ

وناعمِ النبتِ أَنيقِ الرسمِ خَضَّرَ حتّى هَضَبات الأكْم جاد عليه كلّ غادي الوَسْم