قصائد هجاء

لقد صرعتني خلفةُ الدَّهرِ صَرعةً تَيَقَّنتُ أَنَّي لستُ منها بمنتعش وأنذرني عِقدُ الثمانينَ بالبلَى

أنِّي مررتُ بشاهينٍ وقد نَفَحتْ ريحُ العَشِىِّ وبَرْدُ الثَّلج يُؤذيني فما وَقى عِرْضَهُ مِنى بكسَوَتِه

صُنْعٌ من اللهِ أَنّي كنتُ أَعْرِفكم قبلَ اليَسَارِ وأنتمْ في التَّبابين فما مَضَتْ سَنةٌ حتى رأيتكُمُ

أنتَ أمرؤٌ غَثُّ الصَّنيَعةِ رثّها لا تُحْسِن النُّعْمَى إلى أمثالي نُعْمَاك لا تَعْدُوك إلاّ في امرئ

فَلأَ نْظُرَنَّ إلى الجبال وأَهْلها وإلى مَنابرها بِطَرْفٍ أَخْزَرِ مازِلْتَ تَرْكَبُ كلَّ شيءٍ قائِمٍ

وسائلٍ عن حِماريّ كيف جَالُهمَا سَلْني فَعِندي حقيقهُ الخبرِ لاَ خيرَ في صاعدٍ فتطلبه

ولاَئمةٍ لاقَتْكَ يا فَيْضُ في الندَّى فَقُلْت لها لَن يَقْدحَ الّلوْمُ في البحرِ أرادَتْ لِتثنْيِ الفَيّضَ عن عادة النّدى

يقولون لي ألفاظُ هجوك عندنا إلى القَلبِ من ألفاظِ مدحِك أسبَقُ فقلت لهم كذبٌ مديحيَ فيكُمُ

لا تحسبُوني ناسياً عَهدكم نسيانُكُم ضربٌ من السُّخفِ سيّان أن أفتَر عن ذكركم

كم ذا يُناصِحُ في الهوى ويُخادعُ سَكَنٌ يُواتي مَرَّةً ويمانعُ جزت الخيام وقد أحاط بها الدجى