بحر البسيط

يقولً للشرقِ أهلُ الغرب لا وَطَنٌ إن لم يوطّدْ على الأخلاق أركانا ولم تَقُمْ أمَّة ما لم تَقُمْ لُغَةٌ

دمْعٌ هَمى وفؤادٌ طالما خَفَقا وزفرةٌ صعِدت كالبرق إذ برقا وفكرةٌ فُكِرت فيما مضى فَبدَت

قفا على ضفةٍ المينا فنسقيها مدامعاً فاضَ مثلَ البحرِ جاريها هناك تجري سهامٌ قدرٌ

وادي الملوكِ عوادي الدهر أشباهُ هل في حناياك للتاريخِ أَفواهُ قصَّ الزمان على مصرٍ وغَال به

عرفتُه والنجادُ الحُرُّ رائدُهُ يزهو بأخلاقِهِ كالغصن بالوَرَقِ لم تَثْنِ هُوجُ المعاصي من شمائله

عيّدتَ للخمس والخمسين حافلةً بكلّ نُعمى سوى الأموال والنَّشَبِ فعش لأمثالها تكفَ الثراء بها

تظاهر الجود وانقادت لمذهبه آل الحجى والنهى والفضل والادبِ وآمنت كل نفسٍ فيه باخلةٍ

تغار زوجي عليّ حتى إذا رأتني مرضت تمرض فما رأتني في حالة ما

إن زارني عالم أو جاهل بدرت زوجي إليه وخاضت معه في الجَدَل فإن تجده خبيراً بالبعال تقل

وربَّ حزنٍ القلب عن سفه كما يصون إناءَ واهياً صدأه وما انقضى عن لذاذات الهوى عجلا